أيها الابن الوحيد الإله الكلمة الذي أحبنا وبحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي ولما كان الموت في طريق خلاصنا إشتهي أن يجوز فيه حباً بنا وهكذا ارتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا نحن الذي أخطأنا وهو الذي تألم نحن الذين صرنا مديونين للعدل الإلهلي بذنوبنا وهو الذي دفع الديون عنا لأجلنا فضل التألم على التنعم والشقاء على الراحة والهوان على المجد والصليب على العرض الذي يحمله الكاروبيم. قبل أن يربط بالحبال ليحلنا من رباطات خطايانا وتواضع ليرفعنا وجاع ليشبعنا وعطش ليروينا وصعد إلى الصليب عرياناً ليكسونا بثوب بره وفتح جنبه بالحربة لكل ندخل إليه ونسكن في عرش نعمته ولكي يسيل الدم من جسده لنغتسل من آثامنا وأخيراً مات ودفن في القبر ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية. فيا إلهي أن خطاياي هي الشوك الذي يوخز رأسك المقدسة أنا الذي أحزنت قلبك بسروري بملاذ الدنيا الباطلة وما هذه الطريق المؤدية للموت التي انت سائر فيها يا إلهي ومخلصي أى شيء تحمل على منكبيك؟ هو صليب العار الذي حملته عوضاً عني ما هذا أيها الفادي؟ ما الذي جعلك ترضي بذلك ؟! أيهام العظيم أيذل الممجد. أيوضع المرتفع؟! يا لعظم حبك !! نعم هو حبك العظيم الذي جعلك تقبل إحتمال كل ذلك العذاب من أجلي أشكرك يا إلهي وتشكرك عني ملائكتك وخليقتك جميعاً لأني عاجز عن القيام بحمدك كما يستحق حبك فهل رأينا حباً اعظم من هذا؟ فأحزني يا نفسي على خطاياك التي سببت لفاديك الحنون هذه الآلام إرسمي جرحه أمامك وإحتمي فيه عندما يهيج عليك العدو. أعطني يا مخلصي أن أعتبر عذابك كنزي وإكليل الشوك مجدي وأوجاعك تنعمي ومرارتك حلاوتي ودمك حياتي ومحبتك فخري وشكري يا جراح المسيح إجرحيني بحربة الحب الإلهي يا موت المسيح إسكرني بحب من مات من أجلي يا دم المسيح طهرني من كل خطية يا يسوع حبيبي إذا رأيتني عضواً يابساً رطبني بزيت نعمتك وثبتني فيك غصناً حياً أيها الكرمة الحقيقية وحينما أتقدم لتناول أسرارك إجعلني مستحقاً لذلك ومؤهلاً للاتحاد بك، لكي أناديك أيها الآب السماوي بنعمة البنين قائلاً: أبانا الذي في السموات.. الخ.