قديم الزمان التقى الأرنب المسكين بثعلب ماكر، وتكونت بينهما صداقة قوية، وكان الأرنب في ذلك الحين يمتاز بذيله الطويل وأذنيه الصغيرتين. حاول كثيرون أن يحذروا الأرنب من صداقته للثعلب، لكن الأرنب كان يصر على هذه الصداقة حاسباً أنه الصديق الذي يملأ حياته بهجة وفرحة بالتسلية.
جاء الثعلب يوماً إلى الأرنب يقول له:
- هيا بنا نقضي يوماً في صيد السمك.
- ليس لدينا سنارة ولا طعم فكيف نصطاد السمك ؟
- لنجلس معاً على شاطئ البحر، وتلقي بذيلك الطويل فى الماء، حتي متي جاءت سمكة لتعضك تلقى بها بذيلك على الشاطئ.
- ولماذا لا تلقي بذيلك أنت في الماء؟
- لأن ذيلك أطول، وهو ناعم وجميل، يغري السمك.
أطاع الأرنب المسكين صديق السوء، وذهب إلى شاطئ البحر يصطاد سمكاً. ألقى
الأرنب ذيله فى الماء، وصار الثعلب يتحدث معه في تسلية طويلة.
فجأة صرخ الأرنب:
- أمسكت سمكة بذيلي، ماذا أفعل؟
- ارفع ذيلك بسرعة نحو الشاطئ، والق بالسمكة.
- أنها تسحبنى.... أنها ضخمة جداً.
تطلع الثعلب جيداً نحو الماء وصرخ: إنها ليست سمكة بل سلحفاة ضخمة.
- ماذا أفعل، أنقذنى. إنها تسحبنى نحو الماء. إنني حتماً سأغرق.
- ليس في يدي شئ أفعله.
- اسحبنى نحو الشاطئ.
- أمسك الثعلب بأذني الأرنب، وصار يسحبه فصارت أذناه طويلتين، وإذا أمسكت السلحفاة بذيل الأنب انقطع في فمها. بهذا صار الأرنب يكاد أن يكون بلا ذيل. هذا هو ثمر السير مع صديق السوء!
+ احفظني من كل صديق سوء.
+ احفظني من كل مشورة رديئة.
+ لتكن أنت صديقي الفريد.
+ و لتحوطني ملائكتك، فالتصق بهم.
+ لأتمتع بالشركة معهم، ولأسلك بروح الحكمة السماوية!