الأقباط يزُفون شهيداً جديداً إلى السماء... الشماس "جورج فتحى".. ربطوه بالحبال وكهربوه بسلك (المكواه) حتى احترقت أمعاؤه. حادث بشع شهدته منطقة غُربال بمحرم بك - الإسكندرية- بعد ظُهر أمس الثلاثاء 6 اكتوبر فى حدود الساعة الثالثة عَصراً.. حيث قُتل الشماس "جورج فتحى شفيق اندراوس" (ويعمل بمستشفى شمس البر التابعة لجمعية السيدات القبطية) بطريقة وحشية يُندى لها الجبين.. مَسرح الأحداث:
والد الضحية جالساً بصحبة أخرين على (قهوة) تَقع على بُعد أمتار قليلة من منزله رقم 86 شارع محسن باشا بمنطقة غُربال، ويلفت نظره خروج شخصين (مُلتحيين) من الباب الرئيسي للمنزل، لكنه لم يُعر الأمر أهمية لعِلمه بوجود سُكان مُسلمين بالمنزل.. لحظات وينتبه (الأب) على أصوات استغاثة من الجيران لوجود رائحة احتراق قوية (شياط) تنبعث من الشقة التى يسكن فيها مع أبنه الأصغر (جورج) بمفردهما بعد وفاة الزوجة (والدة جورج) قبل فترة ليست ببعيدة، فيهرول الأب وصُحبته نحو الشقة ليُفاجأ بأبنه "جورج فتحى شفيق اندراوس" البالغ من العُمر 29 عاماً، مَقتولاً، بعد أن قيده مجهولين بحبال ووضعوا سلك (مكواه كهربائية) مُتصل بالكهرباء فى بطنه حتى احترقت وظهرت أمعاؤه...
تم استدعاء الشُرطة ثم حضرت جهات التحقيق التى أنهت عملها فى حدود الساعة الثامنة مساءاً، بتحرير المَحضر رقم 12506/ 2009 إدارى محرم بك، وأمرت بنقل الجُثمان إلى المَشرحة..
شهود العيان أكدوا على وجود أثار مقاومة من الضحية للجُناه، حيث عُثر بمكان الجريمة على بقاية مسبحة (سِبحة)، وجزء من جلبية أو قميص مُمزق (كوم)..
تسلم الأب جُثمان أبنه بعد ظُهر اليوم، وتم نقله إلى الكنيسة التى يَخدم بها -كنيسة الملاك ميخائيل بغربال- حيث اجريت له مراسم التجنيز الخاصة بالشمامسة، وزُف الجُثمان بالألحان الكنسية وسط حضور كثيف للأقباط من مناطق مُتفرقة بالإسكندرية، وبمُشاركة وكيل البطريركية (القُمص رويس مرقس) وعدد من أعضاء المجلس المِلى السَكندرى، وانطلق موكب الجنازة المَهيب إلى المدافن وسط حضور ملحوظ لأفراد من جهاز أمن الدولة والشرطة، ولايزال التواجد الأمنى بمنطقة الحدث حتى الساعة، وحالة من الهدوء المَشوب بالحُزن والحَذر تُخيم على منطقة الحادث والمناطق القريبة منها وسط ذهول الأقباط وهَلعهم، وترقبهم لما ستُسفر عنه التحقيقات، خاصة وانها ليست المرة الأولى التى تَشهد فيها منطقة مُحرم بك أحداثا من هذا النوع، دون رادع أمنى أو جزاء عادل للجُناه..
تحدثنا مع عادل (الأخ الأكبر للضحية) الذى لم تُسعفه حالته النفسية ليُفضى إلينا بتفاصيل أكثر، لكنه أكد صحة الرواية كما نقلتها إلينا مصادرنا.. القس فيلوباتير جميل -كاهن كنيسة العذراء ومار يوحنا بفيصل- عَبر للأقباط الأحرار عن صدمته حال إبلاغه بالخبر، حيث كانت تَربطه بالضحية علاقات ودية نشأت نتيجة لاهتمام (الشماس جورج) برُفات القديسين، ومُساعدته لأبونا فى الحصول على أجزاء من رُفات بعض القديسين حتى يتثنى لشعب كنيسة العذراء ومار يوحنا بفيصل التبرك منها فى كنيستهم.. وقال القس فيلوباتير جميل: هالنى بِشدة أن اسمع خبر انتقال شخص مثل جورج بهذه الطريقة المُروعة، فقد كان خادماً تقياً ومشهود له بالطيبة وحُسن الخُلق، ومُحباً للجميع...
الأقباط الأحرار كالعادة فى قلب الاحداث لموافاتكم بالتطورات ...